![]() |
||||||||||||||
هذا التشابه في السلوك يفسر لنا السر في استقبال الكلاب لبعضها في ترحاب عند المرور في نفس الشارع دون الدخول في مشاجرات أثناء اصطحابها في رحلات التريض اليومية.
تتحكم في الكلاب الأليفة قواعد صارمة عندما تقابل غيرها من الكلاب (لتأكيد حقيقة أنها غير معرضة للتهديد من الحيوانات الأخرى) حيث تقضى وقتا طويلا في تشمم آثار البول المتخلفة من الكلاب الأخرى الأمر الذي يحتمل أنه يمنحها إنذارا مبكرا عن مدى صداقة أو عداوة الكلاب الأخرى.
الكلب الاجتماعي
غريزة القطيع عند الكلاب
يستخدم هذا التعبير لوصف غريزة الكلاب للحياة في قطيع أو الاتصال بالآخرين من نفس النوع لتعظيم قوتها وتوجد مقولة قديمة " كلب واحد يعني حيوانا مستأنسا وكلبان يعني قطيعا " ونسوق فيما يلي هذه القصة لشرح غريزة القطيع المتأصلة في الكلاب.
![]() لم يلحظ سكان المنطقة الاجتماع الدوري الذي يتم بين هذه الكلاب لتكوين قطيع حيث كانت تظهر عليها علامات البراءة وهي تقضي النهار بصحبة أصحابها في وداعة وألفة لاحظ السكان وجود آثار علامات على الأرض واستنتجوا على الفور أن الذئاب هي المسئولة عن خسائرهم وبناء عليه أعلنوا الحرب وقتلوا عددا كبيرا منها دون أن تتناقص حوادث القتل في حظائرهم وأخيرا ظهرت الحقيقة.
في إحدى الليالي أثناء هجوم وحشي على قطيع من النعاج والخراف أطلق صاب المزرعة النار ليقتل الـ Dalmatian الذي يبدوا أنه قائد القطيع وأصاب الـ springer بجراح خطيرا بينما هرب الـ collier مصابا بجراح ليعود إلى منزله وهنك أنكره صاحبه حيث لاحظ وجود بقع من الدم تلطخ صدره ورأسه (دماء الأغنام) وأدرك على الفور أن هذه الكلاب التي تبدو وديعة وأليفة ومستأنسة قامت بعدة مذابح على مدار الشهور الماضية.
مما سبق يتضح أن حياة القطيع غريزة متأصلة في الكلاب ولا يمكننا فعل أي شيء لمقاومة هذه الغريزة سوى إمداد كلابنا بالأمان الذي يحتاجونه والإحاطة بالأسوار وتجهيز أماكن مناسبة للإقامة ولا مانع من ربطها بإحكام في بعض الأحيان ومن المعروف أن كلاب الرعي مثل collie نادرا ما تترك منازلها للتجول بحرية ولكن عند اجتماعها مع قطيع من الكلاب فإن الغريزة تدفعها لمهاجمة الأغنام.
لا يمكن الاستخفاف بتقدير أهمية الحياة الاجتماعية لكل الكلاب فهي مخلوقات تعيش في الحياة البرية على شكل قطعان والكلب مرتبط تقريبا بالكامل مع أقرانه لتوفير الحماية والمشاركة وتوفير الغذاء له وللآخرين.
يبلغ متوسط عدد الجراء " جمع جرو وهو صغير الكلب " في الولادة الواحدة ثمانية تلقى الرعاية الكاملة من أمها في الجحر الذي تعيش فيه وتتلقى الأم كافة احتياجاتها من الغذاء من بقية أفراد القطيع أثناء هذه الفترة كما تتلقى الأم مساعدة الآخرين في تربية الصغار عند خروجهم لأول مرة من الجحر وفي الفترة التالية يشترك جميع أفراد القطيع في تعليم الصغار قواعد المعايشة في وسط أفراد القطيع وكذلك تلقينها الدروس العملية والمهارات الأساسية في القنص واصطياد الطعام وعندما يكتسب الكلب جميع المهارات ينتظر أفراد القطيع أن يشارك هذا العضو الجديد في الحياة الاجتماعية ويساهم بدوره في رعاية الجراء الوليدة.
وبهذه الطريقة يمضى قطيع الكلاب البرية معظم الوقت معا يأكلون وينامون ويصطادون ويلعبون معا ولا شك أن هذه الأمور تزيد من روابط الألفة بينهم توجد حالات نادرة يعيش فيها الكلب البري وحيدا ومنذ لحظة ولادته حتى لحظة مماته يوجد قريبا من أفراد القطيع.
أحيانا قد يتسم سلوك الكلب بالعناد الأمر الذي ينكره بقية أفراد القطيع مثل هذا الكلب يصبح بعد قليل منبوذا من الجميع وما لم ينصلح حاله فإنه يطرد لا محالة خارج نطاق الإقليم الخاص بهذا القطيع وعندما يكون هذا الطريد أنثى فإنها قد تجد الفرصة للاندماج مع قطيع أخر أثناء موسم التزاوج وتصبح فردا جديدا وعلى العموم فإن الكلب الطريد غالبا ما يموت.
يفتقد الكلب المستأنس في منازلنا لهذا التكافل الاجتماعي وبالرغم من قدرتنا على تعليم الكلاب على التغلب على هذه الفطرة والتعايش مع الإنسان إلا أنها ليست الحياة الطبيعية للكلاب الأمر الذي يتطلب أداء بعض التدريبات والمحاولات المبكرة معظم الكلاب الأليفة تعاني من (قلق الانفصال) نتيجة لضعف برنامج التدريب والتأخر في ممارستها ولهذا السبب يكثر النباح بين هذه الأفراد وقد تنفس هذه الكلاب عن إحساسها بالإحباط بالتبول والتبرز في أرجاء المنزل وتصبح مولعة بالتحطيم أو التخريب ولا يمكن اعتبار ذلك سوء سلوك ولكنه يعبر في الواقع عن حالة استياء كامل نظرا لانفصاله عن بقية القطيع مثل هذه الكلاب تحتاج إلى معاملة خاصة فبالإضافة إلى الملجأ والمأكل والحماية من الحيوانات الأخرى فإن معظم الكلاب تحترم للغاية التفاعل الاجتماعي بين أفراد القطيع الذي كثيرا ما يكون فعالا وهادئا أية إشارة بسيطة تكفي بسيطة تكفي لمحة من العين أو الشم كفيلة بتحقيق الألفة أو الاتصال بين الكلاب وتؤدي إلى الارتباط القوي بين أفراد القطيع.
والواقع أنه يمكن إيجاد علاقة صداقة متينة بين الإنسان والكلب ويعتبر اللهو واللعب أهم الأنشطة التي تساعد في زيادة وعمق الرابطة الاجتماعية بين أفراد القطيع كما تساهم أيضا في تنمية مهارات الصيد والقنص ويصبح كل فرد في القطيع على دراية كافية بمواطن القوة والضعف بين أفرانه.
في قطعان الكلاب البرية يمرح الجميع حتى الكبيرة منها تقضي وقتا طويلا في اللهو الأمر الذي يشير إلى أهمية اللعب في تحقيق الاندماج بين الأفراد.
تفهم ديناميكية وفاعلية الحياة الاجتماعية في الكلب البري يساعد مربي الكلاب في التعرف على أهمية الحياة العائلية وتوفير المسكن الملائم في حياة الكلب الكثير من وسائل الاندماج التي تستخدمها الكلاب فيما بينها يمكن للإنسان تقديمها لكلابهم المستأنسة خاصة عند تطبيقها بالطريقة الصحيحة وعلى سبيل المثال فإن اللعب يساهم بقدر كبير في تدعيم علاقة الصداقة بين الإنسان والكلب وسنوالي دراسة هذا الموضوع بالتفضيل في الفصول التالية.
اللعب وفقا للقواعد :
انتهى عهد العبودية والرق للإنسان منذ زمن طويل ولكنه ما زال ساريا بالنسبة للكلاب حيث يجب أن تكون أوقات اللعب التي تحتاج إليها الكلاب في الوقت الذي تقرره أنت بالرغم من أننا كثيرا ما نجد المتعة عند ملاحظة الحيوانات الأليفة وجذب انتباهها ولكن الأمر قد يصبح مزعجا للغاية عندما يصر الحيوان على المداعبة في أوقات تناولنا الغذاء أو يكون مصدرا لمضايقة الضيوف أو عندما يواصل اللعب بالدمى أثناء مشاهدتنا لبرامج (التليفزيون) ونقدم لك فيما يلي الأصول التي يجب مراعاتها عند الرغبة في مداعبة وملاحظة الكلاب .
عندما تقرر أن الوقت مناسب للهو ابدأ بفتح بذراعيك وارسم ابتسامة واسعة علي وجهك مع إصدار أصوات مرحة أو بالربت علي جسم الكلب في المناطق التي سبق تحديدها في الفصول السابقة بما يثير بوضوح أنك علي استعداد لقضاء بعض الوقت في المرح وعلي العكس عندما يصر الكلب علي إزعاجك وطلب اللهو في وقت انشغالك ضم ذراعيك علي صدرك أغلق وسائل الاتصال والتفاهم مع الكلب مع إشاحة الوجه في اتجاه بعيد عن وجه الكلب والزم الصمت وهذه كلها إشارات تعني أن والوقت اللهو قد انتهي وتدريجيا يتدرب الكلب علي فهم هذا المعني .
احتفظ لنفسك بلعبه خاصة تنفرد بها دون الآخرين باللعب مع الكلب وهذه الطريقة تجعل اللعب أكثر إثارة .
ضع نصب عينيك دائما أن الكلاب تهوي القنص والصيد وكلما كانت اللعبة تشابه الفريسة كلما كانت اللعبة أكثر إثارة اجعل اللعبة تجري علي الأرض بسرعة .
راقب تصرفات الكلب عقب اصطياده للعبة راقب لغته وملامح وجهه إذا وقف ساكنا خافضا رأسه إلي أسفل أو مديرا رأسه بعيدا فهذه إشارات تعني أن الكلب غير واثق من قدراته علي الإمساك القوي بالفريسة وعندئذ يفضل التفكير في لعبة أخري .
استخدم اللعب كوسيلة للتجريب وفي كل مرة ينجح الكلب في أداءه التدريب في الوقت مبكر يجب منحه مكافأة غنية في الحال .
والخلاصة أن الكلاب تحب العلاقات الاجتماعية وبدونها تتحول إلي حيوان قلق يغمره الإحساس بالوحدة والاكتئاب وفي الحياة البرية يموت .
الكلب الصياد
تنتمي أكثر الكلاب وداعية إلي أصول لأجداد من الكلاب القناصة في المرحلة البرية كانت الكلاب تحصل علي حاجتها من الطعام عن طريق من 3 طرق رئيسية .
الطريقة الأولي :
التقاط الغذاء من القمامة حيث تقتات الكلاب البرية علي البيض وبقايا الحيوانات الميتة التي قد تصادفها وأحيانا علي الخضراوات ولما كانت نوعية الغذاء تعتمد علي البيئة المحيطة وحالة الجو لذا فمن المحتمل أن تصادف الكلاب أثناء تجوالها عينات متنوعة من الغذاء .
تحتاج الكلاب إلي البروتين وتعتبر لحوم الحيوانات الأخرى المصدر الرئيسي الذي تزداد فيما تركيز البروتينات ومن أجل الفوز بوليمة من هذا النوع يجب أن تسعي الكلاب للقنص والصيد وإنجاز هذه المهمة علي أفضل صورة يقوم القطيع بتشكيل فريق للعمل حيث ينقسم أفراد القطيع إلي مجموعات حيث يتحرك فرد منها للبحث عن الفريسة والآخر ليدور حولها في دوائر بينما تتحرك مجموعة أخري لسد منافذ الهروب ومجموعة تتجه مباشرة نحو الفريسة وتستفيد مجموعة الكلاب من ثقل أوزانها في طرح الفريسة علي الأرض لتنشب فيها أنيابها ومخالبها لتزهق روحها ومن الطبيعي أن لا يكتب لكل هذه الرحلات الاستكشافية النجاح حيث يفشل بعضها ومع ذلك لا زالت الفرصة سانحة لكل كلب علي حدة أن يقتنص بمفرده ما يقتات به من مصادر البروتين .
من جهة أخري قد تفتش الكلاب عن فرائس مختبئة خلف الصخور حيث يقتات الكلب البري علي الأرانب والطيور التي ينجح في اصطيادها والفئران الصغيرة وكذلك بعض الحشرات الصغيرة .
كل هذه الطرق في الحصول علي الطعام نجد لها صدي في سلوك كلابنا المستأنسة حيث تعتبر الكلاب من أكثر الحيوانات قدرة علي التقاط طعامها بين النفايات والكلاب البرية المتوحشة يمكنها العيش بالنبش في النفايات التي يخلفها الإنسان .
وبالرغم من أن معظم الكلاب الأليفة المستأنسة في مناولنا تتلقي وجبتين أو ثلاثا يوميا يظل معظمها محتفظا بغريزة الصيد التي مارسها أجداده أيام المعيشة في قطيع
وتظهر هذه الغريزة في صور أخري مثل ما يفعله الكلب عند اصطياد الكرة أو الرمي عند القذف بها أمامه أو ممارسة لعبة ( الاستغماية ) معه أو عند لهو الكلاب معا في كل الأحوال ينفس الكلب عن بعض غرائزه المتوارثة في هواية الصيد أو نقص .
أسنان الكلب
يوجد للكلب البالغ 42 سنا القواطع الأنياب للتمزيق الأضراس للطحن بعض السلالات تفتقد لبعض هذه الأسنان نظرا لأن شكل الفك أو الرأس لا يمكنه استيعاب كل مجموعة الأسنان .
|
![]() |