![]() |
||
أولا : البصر : يعتبر البصر في الكلاب واحدا من أكثر الحواس تطورا لملائمة وظائفها في عالم الحيوان . حيث تتميز العيون في الكلاب بتكيفها للمساعدة في أداء مهامها في الصيد وقتل الضحية . وعلاوة على البصر الحاد فإن الكلاب في حاجة ماسة لوجود وسائل تساعدها على الكشف عن موقع الفريسة بسهولة . ويعتبر البصر الحساس واحدا من الأنظمة الأساسية التي تؤهلها لهذه الوظيفة . عيون الكلاب مسطحة نسبيا بالمقارنة بعيون البشر وهي مصممة بحيث يمكنها تغيير شكل العدسة وبالتالي تغيير البعد البؤري ولكنها على أية حال ليست بنفس مرونة عيون البشر . وبالمقارنة بعيون البشر فإن عيون الكلاب أكثر حساسية للضوء وللحركة ولكنها أقل قدرة في تمييز الخطوط الخارجية للأجسام وهذه ظاهرة يعرفها كل من عاشر الكلاب عن كثب فبينما تدرك الكلاب أقل حركة واهتزازه للعشب كعلاقة مؤكدة لوجود حشرة أو جرذ في هذا المكان نجد الكلاب تفشل في إدراك وجود شخص مختبئ خلف شجرة وذلك بسبب عجزها عن رؤية الخطوط الخارجية لهذا الشخص , خاصة والصورة مختلطة مع ما يجاورها من أشجار .
كيف تعمل العيون ؟ العيون عبارة عن كرة ممتلئة بسائل . وتستقر العين في محجرها في الجمجمة بواسطة عضلات قوية تسمح للعين بالحركة في الاتجاه نحو أعلى وأسفل ومن جانب لآخر مما يزيد من مجال الرؤية . وتتغطى الطبقة الخارجية للعين بغشاء متين يعرف باسم الصلبة ( غشاء العين الخارجي الصلب الأبيض ) . يوجد للجزء الأمامي من العين طبقة شفافة تعرف باسم القرنية . تتصل العدسات بالجسم الهدبي وهو عبارة عن عضلة يمكنها الانقباض بحيث تغير شكل العدسة وبالتالي يتغير البعد البؤري . الجزء الخلفي من العين مبطن بالشبكية , والأعصاب في هذه المساحة حساسة للصور وتنقل رسائل خلال العصب البصري إلى المخ الذي يقوم بالترجمة إلى صورة . يمكن للكلاب رؤية بعض الألوان خاصة الأحمر ويعتقد أنها ترى العالم من خلال ظلال مختلفة من اللون الرمادي . وعلى وجه العموم يعتقد أن الكلاب قادرة على التمييز والتفرقة بين الفروق الطفيفة للظلال والتدرج الضئيل للألوان ولذا فمن المرجح أنها ترى الألوان بصورة أفضل بكثير من مجرد رؤيتها أبيض وأسود . يمكن للكلاب إفراز الدموع حتى في أوقات الحزن تقوم الغدة الدمعية بإفراز الدموع بغرض الاحتفاظ بالقرنية نظيفة وعادة ما تنساب الدموع للخارج على شكل قطرات تستقر عند الركن الداخلي للعين وعندها تنسد هذه القنوات وربما تنساب الدموع إلى أسفل على وجه الحيوان . وبخلاف الإنسان يوجد للكلاب غطاء ثالث للعين يختفي عند ركن كل عين ونادرا ما نرى هذا الغطاء إلا في حالات إصابة الكلب بالمرض أو التعرض لظروف قاسية وعندها ينسحب الغطاء الثالث أفقيا عبر السطح لحماية العين . <!--[if !vml]--> ثانيا : السمع : يوجد للكلاب جهاز للسمع متقدم للغاية ويمكنها اكتشاف أصوات يقع مصدرها على مسافة أربعة أضعاف المسافة التي يسمع عندها الإنسان كما يمكنها سماع طبقات للصوت عالية جدا أو ضعيفة للغاية لا يمكن لأذن الإنسان التقاطها . حاول هزكيس بطاطس الشبيسي لتتعرف على مدى قوة حاسة السمع عند الكلاب , ولا شك أن قوة هذه الحاسة يساعدها في أداء العديد من الوظائف الهامة كالتعرف على موقع الفرائس والتنبيه المبكر عن وجود غريب , ويعتبر السمع القوى أداة مناسبة لسهولة الاتصال بين مجموعة الكلاب المنتشرة في مساحة شاسعة عن طريق النباح والتقاط الأصوات بآذان تتمتع بحاسة سمع قوية للغاية .
وبالرغم من تعرض حاسة السمع للضعف بتقدم الكلاب في العمر إلا أن الكلب السليم صحيا يستطيع تحريك عضلات الأذن الخارجية للمساعدة في توجيه الصوت إلى الأذن الداخلية . ومن الأمور المثيرة أن تعرف أن للكلاب القدرة على غلق الأذن الداخلية . وبهذه الطريقة يمكنها تنقية الأصوات من الأصوات الجانبية من أجل التركيز لسماع الصوت المراد سماعه فقط .
كيف تعمل الأذن ؟ تتكون الأذن من أربعة أجزاء : - الأذن الخارجية –قناة الأذن الخارجية – الأذن الوسطى – الأذن الداخلية يتنوع حجم وشكل الأذن الخارجية بشكل كبير وفقا لنوع الكلب وهي تساعد على توجيه الصوت من خلال قناة الأذن إلى الطبلة . تقع الأذن الوسطى خلف الطبلة وهي تتكون من غرفة تحتوي على (ثلاث) عظيمات صغيرة تقوم بتوصيل طبلة الأذن إلى نافذة تقع على الجانب المقابل . هذه العظيمات الثلاث تنقل الذبذبات إلى الأذن الداخلية التي تشتمل على قوقعة الأذن ( جزء من الأذن الداخلية على هيئة قوقعة ) التي تقوم بتحويل هذه الذبذبات إلى إشارات تنتقل إلى المخ . توجد في الأذن الداخلية أعضاء أخرى ترتبط باحتفاظ الكلب لتوازنه وهذه تمنح الكلب التغذية الاسترجاعية التي تساعد على ثبات رأس الكلب على استقامة واحدة مع الأرض .
* الصمم : من المؤسف أن عددا من السلالات يعاني الآن من الصمم الخلقي ( موجود منذ الولادة ) وكثيرا ما يرتبط ذلك بلون الحيوان خاصة الأبيض ولا يمكن الكشف عنه إلا بواسطة الطبيب . كثيرا ما تبدو الكلاب الصغيرة المصابة بالصمم وكأنها سليمة بالكامل عند ولادتها حيث تتابع آثار الكلاب الوليدة الأخرى وتعوض صممها بما تمتلكه من حاسة بصر قوية . الكلب الدلماس ( كلب أبيض مرقش بنقط سوداء ) الكلب الترير ( كلب صغير نشط من كلاب الصيد ) والكلب البكسر الأبيض ( كلب متوسط الحجم قصير الشعر ) كثيرا ما تتعرض هذه السلالات لهذا الحادث الوراثي الشاذ لأذن واحدة أو للأذنين معا . الكلاب التي تعاني من الصمم يمكنها التعلم بسرعة عن طريق تتبعها لإشارات أيدي المدرب بدلا من سماع الأوامر الصوتية . كما تجيد فنون الملاطفة مع الإنسان , يعتبر الكشف البيطري عن الصمم في بعض السلالات واحدا من الإجراءات الروتينية .
ثالثا : الشم : تعتبر حساسة الشم أهم حواس الكلب على الإطلاق . ومن خلال هذه الحاسة يمكن للكلب اكتشاف العالم المحيط به . نحن يمكننا التعرف على الأفراد من خلال هيئتها ومنظرها بينما يستخدم الكلب حاسة الشم في التعرف على الأشخاص . لا شك أن قدرة الكلاب على التعرف وتمييز الروائح دقيقة للغاية ومن خلال مئات الروائح يستطيع الكلب اختيار إحداها وتتبع آثارها ( حتى عند اختلاط هذه الروائح ببعضها ) . عندما يتوقف الكلب فجأة أثناء السير ليتشمم المكان قد يبدو لك الأمر مزعجا للغاية , ولكنك في الواقع لا تستطيع مشاركة الكلب إدراكه الحسي الذي يمكنه من التعرف على الإنسان أو الحيوان الذي سبق له المرور في نفس المكان منذ فترة طويلة من الزمن , وربما تعود إلى منزلك وتبدأ في قراءة الجريدة ولا يمر بخاطرك أن الكلب يفعل نفس الشيء عندما يتشمم الطريق أثناء السير . وكما تتمتع الكلاب بحاسة شم قوية فإنها تتمتع أيضا بذاكرة كقوية للروائح وقدرة كبيرة على التعرف عليها والتمييز بينها . كما تعتمد حياتها العاطفية بقدر كبير على حاسة الشم أكثر من اعتمادها على حاستي السمع والبصر . تقضي معظم الكلاب وقتا طويلا من حياتها في تجميع المعلومات من خلال أنوفها , ولقد سخر الإنسان هذه الخاصية لمصلحته الشخصية عندما استفاد من الكلاب في الكشف عن المخدرات وكذا في الكشف عن عمليات التهريب غير القانونية . تقضي معظم الكلاب وقتا طويلا من حياتها في تجميع المعلومات من خلال أنوفها . ولقد سخر الإنسان هذه الخاصية لمصلحته الشخصية عندما استفاد من الكلاب في الكشف عن المخدرات وكذا في الكشف عن عمليات التهريب غير القانونية . تعتبر حاسة الشم القوية عند الكلاب واحدة من الصفات الوراثية ويعتقد أنها تزيد عن مليون ضعف قوة حاسة الشم عند الإنسان .
كيف يعمل الأنف ؟ يبطن الأنف من الداخل بغشاء رطب حيث تذوب الجزيئات المنتشرة في الهواء في رطوبة الأنف وداخل الفم ثم يتم التقاطها بواسطة سطح الغشاء , وتنتقل المعلومات عن طريق العصب الشمي إلى مركز الشم في المخ الذي يتميز بكبر حجمه بالمقارنة لما يوجد في الإنسان . ترتبط حاسة الشم والتذوق في الكلاب بشكل مثير ؛ فإنه يوجد في الكلاب ( بعكس الإنسان ) عضو خاص في سقف الفم يمكنه تذوق روائح خاصة وتستخدم في المقام الأول في تتبع آثار تتصل بالجنس . تنتقل المعلومات مباشرة من هذا العضو إلى جزء في المخ مرتبط بالاستجابات العاطفية وتوجد دلائل تشير إلى أن الكلاب تستخدم هذا العضو بصفة خاصة عندما تقع على رائحة مثيرة للغاية وعندها تصطك أسنانها بخفة وقد يسيل لعابها عندما تشم وتتذوق الرائحة في آن واحد
رابعا : التذوق : لا توجد الآن وسيلة دقيقة للتعرف بدقة كيف تستعمل الكلاب حاستها في التذوق إلا أنه من المعروف أنها تمتلك مستقبلات للتذوق تقارب ما لدى الإنسان وبذا يمكنها تمييز الطعم المر – الحلو – الحامض – المالح . تبدي بعض الكلاب القدرة على قبو أي شيء وكل شيء وتتمتع بطعامها حتى عندما يكون ذا رائحة غير مستساغة بينما يبدي البعض الأخر منها اعتراضا على تناول أي طعام جديد ويتجاهلون كل الأصناف التي لم يألفوها من قبل . وقد يرجع ذلك إلى نظم التغذية التي تعودت عليها هذه الكلاب منذ الصغر والتي يستمر تأثيرها طوال فترة حياة الكلب .
* كيف يتم التذوق عند الكلاب ؟ يبلغ عدد براعم التذوق في لسان الكلب حوالي سدس عددها في الإنسان . وغالبا ما يتركز وجودها حول الجزء الأمامي حيث تستقر جزئيات الطعام على اللسان ومنه تنتقل معلومات عنه إلى المخ . تبدي الكلاب أحيانا دلائل تشير إلى أنها تمزج بين حاستي الشم والتذوق كما لوحظ أنه عند تعرض الكلب للمرض عقب تناوله لوجبة ما فقد يتجنب تناولها فيما بعد لمدة طويلة من الزمن .
|
![]() |